تُعد مبرة أم الحسين مؤسسة وطنية مرموقة تأسست عام 1958 على يد المغفور لها جلالة الملكة الوالدة زين الشرف، كملاذ آمن وبيت للأطفال الأيتام والأولاد الأكثر عرضة للخطر. على مدى عقود، قدمت المبرة المأوى والرعاية وفرص التعلم لأجيال من الشباب الأردنيين، والذين تخرج الكثير منهم ليصبحوا محترفين في مجالات مختلفة. تقع المبرة في منطقة ماركا، إحدى أقدم وأكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في شرق عمان.
اليوم، ترأس المبرة صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال، وهي نموذج يحتذى به كدار رعاية سكنية ومركز دعم اجتماعي يخدم المجتمع المحلي المحيط.
تستضيف المبرة حوالي 50 ولداً مقيمين بدوام كامل، بالإضافة إلى 70 طفلاً غير مقيمين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عامًا. تُعد المبرة بيتًا يوفر بيئة معيشية، تعليمية وترفيهية في آن واحد. يقدم فريق متخصص من المستشارين والمعلمين ومقدمي الرعاية والعاملين في المجال الصحي والمدربين والإداريين الدعم للأطفال من جميع أنحاء المملكة. الكثير من هؤلاء الأطفال تحت وصاية الدولة، إما لفقدان ذويهم أو لتخلي أسرهم عنهم أو لعدم قدرة أسرهم على رعايتهم. وتسعى المبرة، كلما كان ذلك ممكنًا، إلى إعادة دمج الأطفال مع أسرهم من خلال مجموعة من خدمات الدعم والتدخلات.
يلتحق جميع الأطفال المقيمين بدوام كامل في المبرة بالمدارس المحلية في منطقة ماركا، كما يتلقى الأطفال المقيمون وغير المقيمين (بما في ذلك عدد متزايد من الفتيات) دروس تقوية بعد المدرسة، وبرامج رياضية، ورعاية صحية، وتدريب على مهارات الحياة. توفر المرافق المادية والموقع المركزي للمبرة بيئة مثالية لاستضافة الفصول الدراسية، والأنشطة، والفعاليات الرياضية. تحتوي المبرة على مهاجع، وقاعات دراسية، ومرافق تموينية، ومسرح، ومختبرات حاسوب، وملعب كرة قدم، وصالة رياضية، ومساحات ترفيهية خارجية توفر بيئة آمنة لتنظيم ومتابعة أنشطة وفعاليات الشباب لأفراد المجتمع الأوسع.
تعتمد مبرة أم الحسين نموذج رعاية شامل يركز على حماية الطفل، التعلم، العيش الصحي، الصحة الجسدية والنفسية، تنمية المواهب، دمج الأطفال في المجتمع، تعزيز ثقتهم بأنفسهم، ومساعدتهم في تحديد مسارهم الأكاديمي والمهني.
نؤمن بإعطاء كل طفل فرصة للنمو والتعلم والازدهار، ونلتزم بضمان حقوقهم كما هو موضح في اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، بما في ذلك الحق في التعليم، والصحة، واللعب، وفي نهاية المطاف الحق في حياة كريمة ومليئة بالإنجاز. هدفنا هو أن نصبح نموذجًا مؤسسيًا فريدًا لرعاية الأطفال، محليًا وفي المنطقة العربية، من خلال التطوير المستمر، التوسع، وتحسين الخدمات التي نقدمها، ومن خلال فتح أبوابنا أمام المزيد من الأطفال والشباب الذين يواجهون ظروفًا صعبة.
نحن نعمل باستمرار على ضمان توافق نموذجنا التنظيمي مع المعايير والإرشادات الدولية لحماية الطفل، وذلك من خلال السياسات والممارسات والإجراءات المؤسسية، بالإضافة إلى السلوك المهني لفريق العمل.
اليوم، تُعد مبرة أم الحسين بيتًا للعديد من الأولاد، كما تشمل أنشطتنا ومرافقنا أعدادًا إضافية من الأولاد والبنات من المجتمع المحلي المحيط. لقد واجه جميع هؤلاء الأطفال ظروفًا صعبة وتحديات كبيرة، لكنهم يلهموننا كل يوم بشخصياتهم المختلفة، وقدراتهم المتنوعة، وهشاشتهم.
على الرغم من تزايد الطلب على الأماكن في المبرة، لا يمكننا تلبية جميع الطلبات لنقل الأطفال من مؤسسات الرعاية العامة بوتيرة أسرع. لذلك، نهدف إلى توفير أفضل بيئة ممكنة للرعاية للأولاد الذين يحصلون على مكان في المبرة. أولويتنا هي تقديم الدعم التعليمي والتربوي الإضافي للطلاب، ويسعدني أن أقول إن الاستشارات الداخلية والأنشطة والرعاية الطبية المقدمة تتحسن باستمرار.
يشمل برنامج التوعية لدينا الأولاد والبنات من المجتمع المحلي الذين يستفيدون من تدريبات على مهارات الحياة، ومرافق تكنولوجيا المعلومات، والمجموعات الشبابية. هذه العلاقة تعزز التماسك بين المبرة كدار رعاية، وبين دورها كمركز دعم اجتماعي ديناميكي يخدم المجتمع المحيط.
الأنشطة المركزية في جهودنا لتوفير تجربة شاملة وإيجابية تشمل المخيم الصيفي، والمشاركة في نموذج الأمم المتحدة، والمشي الأسبوعي، والأنشطة الرياضية المنتظمة. وقد أنشأنا مؤخرًا لجنة شباب المبرة، التابعة لشبكات القيادة الشبابية الوطنية. من خلال هذه اللجان، يحصل الشباب على فرصة لتنظيم أنفسهم وإسماع صوتهم، والتصويت واختيار ممثليهم، والعمل جماعيًا على القضايا ذات الاهتمام المشترك.
مؤخرًا، علمت أن أحد طلابنا عبّر عن خوفه من التخرج من المبرة وقلقه بشأن ما قد يخبئه المستقبل. هذا الشعور أثر فيّ كثيرًا، وأشارككم إياه الآن لتساعدونا في إيجاد طريقة لضمان ألا يشعر أي شاب بالخوف أو القلق من هذا الواقع.
من الضروري أن نعمل بجد لتطوير المهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات التي سيواجهها الأطفال، لكسب لقمة العيش، والاستمتاع بحياة منتجة، وأن يصبحوا مواطنين نشيطين ومشاركين في المجتمع.
لذلك، نحاول تطوير نهج تعليمي شامل لجميع الأطفال والمراهقين خلال فترة وجودهم معنا وبعد مغادرتهم. الدعم التعليمي بعد المدرسة، الإرشاد المهني، مهارات المقابلات، مهارات تكنولوجيا المعلومات، فرص التدريب والتوظيف... كل هذه الأمور مهمة للغاية. لكن الأهم من ذلك هو أننا نعرف الآن أن الأولاد والبنات أنفسهم يمكنهم دعم بعضهم البعض في المستقبل، لأن عائلة المبرة هي عائلة مدى الحياة.
نحن نتحدث مع الخريجين حول الدور القيم الذي يمكنهم القيام به، حيث ينطلق الطلاب كل عام في خطوتهم التالية نحو العالم الخارجي. نأمل بشدة أن نتمكن من جعل الانتقال سهلاً قدر الإمكان، ونأمل أنه حتى بعد مغادرتهم، يمكن لهؤلاء الشباب العودة إلينا عندما يتخذون قرارات حياتية أو عندما يحتاجون فقط إلى الحديث.
إحدى طموحاتنا الاستراتيجية، بالإضافة إلى تقديم أفضل بداية ممكنة لطلابنا في الحياة، هي الاستمرار في تطوير نموذج مؤسسي لرعاية الأطفال، ليس فقط للأردن، ولكن للعالم العربي.
بناء القدرات للموظفين، والسياسات والإجراءات الداخلية، بالإضافة إلى عمليات التجديد المستمرة، هي جزء من جهودنا المتواصلة. لدينا الآن برنامج ديناميكي للمتطوعين من خلفيات تعليمية ومهنية أخرى، مما يضخ طاقة جديدة في تصميم وتطوير برامجنا. الشراكات الرئيسية مع وزارة التنمية الاجتماعية، والجهات الوطنية الأخرى، بما في ذلك القطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية ومراكز التدريب المهني، هي ضرورية لنمو واستدامة مبرة أم الحسين وخريجيها. نحن ممتنون للغاية للدعم السخي من الأفراد، والشركات، والمنظمات الوطنية والدولية التي تجعل مبرة أم الحسين قصة نجاح اليوم.
نشكر لكم صداقتكم المستمرة."
27 سبتمبر
يهدف برنامج الخريجين في مبرة أم الحسين إلى تقديم الدعم المستمر للشباب الذين انتقلوا إلى الحياة المستقلة بعد...
READ MORE27 سبتمبر
يهدف هذا البرنامج إلى دعم الأولاد والبنات الذين يعيشون مع عائلاتهم ولكنهم يحتاجون إلى مساعدة إضافية ل...
READ MORE27 سبتمبر
تهدف هذه الخدمات مجتمعة إلى توفير رعاية شاملة للأطفال والمراهقين (6-18 سنة) الذين يعيشون في مبرة ...
READ MORE